--------------------------------------------------------------------------------
لغة أصيلة يمكن فهمها والتعبير عنها وهي مرتبطة بوجدان وأحاسيس ومشاعر الطفل. وهذه اللغة يجب فهمها للكشف عن مفرداتها والتعامل معها. وهي وسيلة تربوية لها دلالاتها التعبيرية من الناحية الاجتماعية مما يفترض معالجتها عن طريق الرسم وتعديل سلوك وما لها من أهمية في بناء شخصي الطفل وتنمية سلوكه الابتكاري يعتبر فن الطفل في منطقتنا له جذور نابعة من التقاليد الخليجية فهو يحمل سمات محلية بجانب ما يحمله من قيم عامة مشتركة فيها فهو ملازم للفنون الأخرى. ومن هذا المنطلق يجب العناية به كأي فن يجب رعايته وفتح الباب لها.
وفن الطفل تعبير صادق في حميمية الزمان والمكان وفيه شفافية الروح ويمكننا فهم لغة الطفل بمعرفة سمات رسومه.
ويفتقد الكثير من الناس هذه اللغة والتي ربما كان من الأجدى تدريب العين عليها والتخلص من الشكل الخارجي والخوض في الشفافية البصرية التي ربما تكون موجودة في الكثير من الأشياء ولكن فقدنا هذه اللغة لنظرنا إلى الماديات البحتة دون العناء والنظر إلى المستقبل.
ولهذا يجب علينا معرفة سمات فنون الطفل ويمكن إيجازها بطريقة مختصرة، وأيضا واجب الوالدين في كل مرحلة من نمو الطفل معرفة كيفية التعامل معها من الناحية الفنية وتعديل سلوكه الفني واستغلال طاقته:
*مراحل التعبير الفني عند الطفل حتى سن 12سنة:
1- ما قبل المدرسة (الحضانة)/
· مرحلة التخطيط من سنتين إلى أربع سنوات :
حركات غير مقصودة وهي تعتمد طبعاً عن طريق استخدام الأقلام والألوان بعدها تخطيط موجي ثم دائري وفي هذه المرحلة يمكننا ترك الطفل دون توجيه وإنما توفير الوسيلة وحثه على استخدام الألوان والأقلام الكبيرة.
· مرحلة المدرك الشكلي من أربع سنوات حتى ست سنوات:
تعتمد على الخبرات البصرية تهتم بالكليات دون الجزئيات وعن كل شي يلفت نظر الطفل وفي هذه المرحلة فأن الطفل يرسم ما يعرفه لا ما يراه.
*واجب الوالدين تجاه هذه المرحلة:
1- استخدام الخامات المناسبة مثل الأقلام الكبيرة بعدها يمكن استخدام الصلصال والأصباغ
2- لا ينبغي التعرض لأسلوب الطفل
3- زيادة خبرته بالبيئة الماشة خارج البيت والمدرسة
2- مرحلة من سن 6 سنوات حتى 12 سنة/
· مرحلة المدرك الشكلي 7 سنوات إلى 9:
تتسم هذه المرحلة بالتلقائية والتكرار والمبالغة والحذف وخط الأرض والتسطيح والشفافية والوضع المثالي والجمع بين الأمكنة والأزمنة في حيز واحد0
واجب المربي في هذه المرحلة:
1. احترام أسلوب الطفل.
2. توفير الوسائل لإشباع تلك السمات.
3. الاهتمام بالموضوعات الجماعية مثل كرة القدم وغيرها.
· مرحلة محاولة التعبير الواقعي من 10 سنوات حتى 11:
وهي مرحلة اختفاء السمات السابقة الذكر وأيضا التميز والتفرد من الناحية الجنس0
وواجب المربي في هذه المرحلة تبصرة التلميذ على أتساس أنها تعبير عن الحقيقة وليس نقلاً حرفياً لها والاهتمام بالأعمال الجماعية واختيار الموضوعات المتضمنة للفروق الفردية.
· مرحلة التعبير الواقعي من سن 11 حتى 13:
في هذه المرحلة قلة الاهتمام بالممارسة وأيضا ظهور القدرات الخاصة وفي هذه المرحلة البعد عن المحاكاة وتأكيد التعبير الفني على الآباء من احترام اتجاه التلاميذ البصرية والذاتية وتبصيرهم بالقيم الجمالية.
الطفل الفنان المبدع يمكن أن يكون خير مثال لصفاء الروح وإمكانية خلق شكل حضاري يمكن الاعتماد عليه في خلق جيل متميز محافظ على مقدرات أمته من دون انفصال عن واقعه. وما محاولة بعض الفنانين من التغلغل في الشكل الفني للرسوم الطفل إنما هو باعثه البحث عن مفردات صادقة معبره. فن الطفل موروث حضاري اكتسبه من أجداده البدائيين إلى هذه الحضارة العريقة. ولو لاحظنا في فن الطفل منذ عشرين أو يزيد أو ينقص نلاحظ تطور في الفكرة دون الشكل وهذا دليل على هذه الفرضية.
والطفل له إيقاع حركي يجب ملاحظته منذ بدايته وهو يحبوا إلى أن يمكنه إمساك القلم وذلك بالتلقي من دويه وهو مهم لمعرفة الفنان الموهوب من غيره وأيضاً لا ننسى قابليته لتحريك يده وعمل رسومات ومن هذا المنطلق فإنه يجب على ذويه معرفة سمات وصفات فن الطفل حتى يتمكن ذويه من اكتشاف موهبته وبذل قصارى الجهد في استمرارها.
وفن الطفل لغة أصيلة يمكن فهمها والتعبير عنها وهي مرتبطة بوجدان وأحاسيس ومشاعر الطفل.
وهي وسيلة تربوية لها دلالاتها التعبيرية من الناحية الاجتماعية والأسرية مما يفترض معالجتها عن طريق الرسم وتعديل سلوك وهي لها أهميتها في بناء شخصية الطفل وتنمية سلوكه الابتكاري.
موضوع: فن الطفل 